القاصّة هدى الغراوي // عــقارب
عــقاربقطعة خبز كانت آخر ما تبقَّى له من الطَّعام الَّذي ٱشتراه منذ يومين، سعاله يترك مرارة لموعد مجهول مع الموت، عندما سقط ذلك النِّظام الجائر راح يبحث في السُّجون عن إثر ٱبنه الوحيد الَّذي ٱعتقلته زمرة منافقة مع أثنين من أصدقائه، فٱختفى حينها كدخان سيجارة تلاشى في هواء، (منتظر) كان نتاج حب دام عشرين عاماً يذهب أدراج الرِّياح، ذكرياته باتت كالهشيم وهو ينظر إلى زوجته الَّتي تئن ليل نهار على فراق ٱبنها، يخشى عليها من الضَّياع بين الحزن والٱنتظار، (قاسم المقاول) الٱسم الَّذى دوّى صيته في أرجاء بغداد، تصادرت جميع ممتلكاته بعدما أن ٱعتقل، لم يكن السِّجن مثواه الأخير فقد أفرج عنه بعد ثلاث سنوات، وكانت الفجيعة عندما وجد زوجته قد فارقت الحياة أثر أصابتها بسرطان الثَّدي..
يجوب مقابر صمَّاء كانت مجهولة قبل هذا الوقت، مستغيثاً بأوقات الظَّهيرة علّه يرى شمس ولده منتظر، تراب يحمل أحلاماً قُطّعت أشلاء، أكياس بيض تُجمع فيها الرُّفاة، جماجم لأطفال ونساء، بقايا ملابس تحكي واقع مرير..
ــ المقبرة الثَّالثة.. إليكم أسماء المعدومين فيها..
ــ أحمد صالح جبر
ــ أمينة نوري سالم
ــ منتظر قاسم حميد..
في هذه الأثناء يُطرق الباب عدّة مرات لكن دون مجيب، يعمد الشَّاب إلى كسره، يجده في أنفاسه الأخيرة، يحاول أن يتعرَّف عليه قبل أن يفارق الحياة..
ــ أنت المقاول قاسم؟؟
ــ أجل أنا هو..
يقولها بصوت يكاد لا يُسمع.
يقبِّله في فمه وهو يجهش بالبكاء
ــ أنا ٱبنك منتظر.. أبي أرجوك أنا ٱبنك..
ويتوقف كلَّ شي، نظراته، أنفاسه، السَّاعة، والذِّكريات والألم..
هــدى ٢٠١٥/٧/٣٠
يجوب مقابر صمَّاء كانت مجهولة قبل هذا الوقت، مستغيثاً بأوقات الظَّهيرة علّه يرى شمس ولده منتظر، تراب يحمل أحلاماً قُطّعت أشلاء، أكياس بيض تُجمع فيها الرُّفاة، جماجم لأطفال ونساء، بقايا ملابس تحكي واقع مرير..
ــ المقبرة الثَّالثة.. إليكم أسماء المعدومين فيها..
ــ أحمد صالح جبر
ــ أمينة نوري سالم
ــ منتظر قاسم حميد..
في هذه الأثناء يُطرق الباب عدّة مرات لكن دون مجيب، يعمد الشَّاب إلى كسره، يجده في أنفاسه الأخيرة، يحاول أن يتعرَّف عليه قبل أن يفارق الحياة..
ــ أنت المقاول قاسم؟؟
ــ أجل أنا هو..
يقولها بصوت يكاد لا يُسمع.
يقبِّله في فمه وهو يجهش بالبكاء
ــ أنا ٱبنك منتظر.. أبي أرجوك أنا ٱبنك..
ويتوقف كلَّ شي، نظراته، أنفاسه، السَّاعة، والذِّكريات والألم..
هــدى ٢٠١٥/٧/٣٠
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات