الشاعر مقرودي الطاهر - معلقة الجسور: لمدينة الجسور المعلقة
الشاعر مقرودي الطاهر /2015
معلقة الجسور: لمدينة الجسور المعلقة
ترى هل تذكرت كل الكلام==الذي كنت تتلو على صدر بايي
و ما تكتب فوق جدران بيتي== من المفردات تسيل لعابي
و صدقتك ألف شكر سلامي== فهل صار يجدي اليك خطابي
فهذا طريقي أنا ما خدعت== و ما خنت حبا برغم الصعاب
حبيبي بلى أنت دوما حبيبي== طبيبي كما كنت دوما طبيبي
هجرتي قلاعي أخذت مفاتيح قلبي و بعتي معاني شبابي
فكيف سأنساك يا لحن عمري==و قد كنت حلما يقود صوابي
و قد كنت صدرا اليه أفر == اذا ما سئمت دموع الغياب
يساءلني الناس عنك و عني== فكيف رحلت و دون جواب
فكم صغت فيك كلام العذارى == فجن جنوني من الاغتراب
و اعطيت روحا بها قد سلوت == فما يا ترى بعدك في كتابي
و كنت أزين فيك حياتي ==فكيف الوفى صار يوما عقابي
فماذا أقص على السائلين == و قد شاهدوك بدمع العذاب
و قد شاهدوك تمشط شعري==و ها قد سرقت سنين شبابي
فما ذنب من عاهدتك بصدق ==و كانت ملاكا بطهر التراب
و احساسك ان تخون العهود== أهذا هو الحب مثل السراب
أهذا هو الحب يبني قصورا == من الحلم تبدو ككاس الشراب
جسور قسنطينة في الهواء == تحب السمو و ضوء الشهاب
تحب العصافير تشدو بلحن ==أصيل يحرك صمت الرباب
تحب سنينا خلت في العصور == هنا قيصر في جميل الثياب
يقود جيوشا الى النصر تسعى ==بنت في التواريخ قبر الأعادي
و شيخ له في المنارات علما == غزيرا هنا سطر في الكتاب
رعى أمة بالعلوم فأ بلى == فلبت له من جميع الشعاب
تريد الحياة وأي حياة == هنا أفضل من دروس الشهاب
أيا بلدة تحفل بالجمال == بلى يالعلوم و حسن الثواب
كتاتببك رافقتها الخطوب == أمهد الحضارات سر انتساب
لمجد تليد تغنيت فيه == على منبر في ربوع الهضاب
فعاشت حروفي التي مجدتك == أيا قمة تحفل بالعجاب
جمعت صنوف الثقافات عمرا == و كنت البدايات عند الصعاب
و غايتنا في ركوب المعالي == و درتنا في اقتناص الصحاب
و لحن قصيد اذا ما تسامى == يهز عروشا نمت في الخراب
هي دندنات على وقع قلبي == بصوت وعى مجريات الخطاب
سأبقى أغرد للحب وحدي == أشق العباب بدك العباب
لتبقى قسنطينة بيت شعر == بروحي يغيض جفون السراب
هنا يكرم كل صوت تغنى == بصدق فصاغ قصيد العتاب
شكى لاشتياق الحبيب فغنى == هل الدمع يغني أسير الغياب
فكل ذوي علة في الغرام == يموتون حزنا من الاغتراب
لباس قسنطينة للملوك == رداء معالي و مثل حجاب
مطرزة بالخيوط رسوما == منمقة مثل طرز السخاب
ترى فيه فنا لأثواب عز == مدبجة من بريق السحاب
و هل مثل حسن قسنطينة في ==الوجود بنات أصول مهاب
كلون الزبرجد يا لقلبي == عيون تسر من الاجتذاب
كأن برهر الياسمين فر == بسحر دمشق و عطر الرضاب
يحاكي جمال الوجود بحسن == يهز النفوس كسحر الضباب
سلوا من تدلى بريد البقاء == من العشق مات هنا بالحراب
و ما الحب ان لم يكن للسرايا == و بالقصر و الملك و الانتخاب
و ما الحب الا لبنت الكرام == و ورد الربيع بوجه التراب
و أقلام شعر تغنت بسحر == قسنطينة في رسوم الكتاب
عجزت عن اختراع كلام == يجسد صرحا هنا في الهضاب
و حسنا يغار له الياسمين == و لحن الهوى في أنين الرباب
و تغريدة الطير من شوقه == ترى أم سرورا يد الانتحاب
من البعد نبكي و من فرحة الا== لتقاء سنبكي من الاقتراب
هو الشوق يا سادتي للحبيب == فأن الهوى همة للشباب
و من لم يذق في الحياة حياتا ==غزاه المشيب بلحن اكتئاب
فلم يعرف الركض فوق الخيول= ولا رقصة الحلم و الاضطراب
و لا عزة الموت من أجل أرض == تصان و عرض من الاغتصاب
الشاعر مقرودي الطاهر
تعليقات