القاصّة رجاء الربيعي - العراق - قصة قصيرة - زُحمةُ كلام
قصة قصيرة
زُحمةُ كلام / رجاء الربيعي
عجلات القطار تلف الطريق . مناظر الطبيعة الخلابة تبعث الراحة في
النفوس. بعد عمل مضن طوال الأسبوع ، هي ذي تجلس قرب نافذة
الكابينة المخصصة. الى جوارها جلس شاب في مقتبل العمر بدا
وسيما بوقار، يسابقه شذا عطره الباريسي الأخّاذ. انشرح وجهها
بابتسامة خجولة. اناقته توحي انه صحفي او مثقف قدير او هو اقرب
الى شاعر.جلس قبالتهما شاب آخر برفقة سيدة متوسطة العمر
ترتدي زيا قرويا بوجه مألوف. بدا الشخص الجالس امامها قلق
النظرات ينتقل بها ما بينها والشاب. يتكلم بنفس السرعة التي يرد
بها على مسائله كمن اثاره موضوع قربه من نساء في مثل ذلك
المكان بينما تكتفي هي بهزّة من رأسها وتبدي ايماءات بسيطة
لتوضّح متابعتها له وفهمها لما يقول. اثار جمالها الشرقي بنقاء
بشرتها وبريق عينيها اعجاب الشاب المتكلم. لم تجب سؤاله عن
اسمها، كنيتها،ومحل اقامتها . باغتها وهو يختلس النظر اليها
مستفسرا فيما لو كانت تسافر لوحدها ، وبالمثل لم تعر سؤاله اي
اهتمام مما أثار حفيضته فألم به الغضب حتى صار يصرخ لائما
معنّفاً:
" ما ذلك التكبّر .. لم هذا التعالي .. اولسنا في كابينة واحدة ؟!!"
أشارت بايماءة ملفتة ثم سرعان ما احتوت دفتر ملاحظاتها لتكتب
موضحة له ولبقية الركاب المصاحبين من انها تعمل مدربّة لذوي
الأحتياجات الخاصة.
فيما ران الصمت والدهشة على جميع من في المكان!
تعليقات