الشاعر صفاء السعدي - العراق - لمْلِمي الشَّعْرَ



لمْلِمي الشَّعْرَ فقدْ أغرى الخيالْ
وٱدرئي الموتَ عنِ الصَّبّ المُهالْ

اعذريني !.. عاودي نشراً لَهُ
فوق أزهاركِ في غضِّ التِّلالْ

إنّما الموتُ بساحاتِ الهوى
غايةُ الصَّبِّ إذا جادَ النَّوالْ

أرسلي رَسْلَه ُ علّي أحتمي
بعرينِ الحسنِ من قيلٍ وقالْ

واقتُليني بنبالِ اللحظِّ قدْ
تبعثُ الروحَ جراحاتُ النِّبالْ

في حياةٍ غير هذي كلّها
وَمَقٌ سارٍ بلثْمٍ وانفعالْ

واترُكيني أقرأ التأريخَ في
صُحُفِ الخَدِّ بأوقاتِ الزَّوالْ

بنتَ عمّي يعربَ المجدِ أنا
مغرمٌ فيك لميراثٍ مُدالْ

ترجمي لي صحفاً قد أودِعَتْ
فيكِ بالجيناتِ قدْ شَطَّ المَقالْ

تتمتَمتْ عينا رَزانٍ أحصنَتْ
ببيانِ الدَّمعِ يجري بٱنهِمالْ :

ياٱبنَ عمِّي ماجرى ها قد جرى
فإليكَ البوحُ فٱسمع ماأهالْ :

حرَّفَ التأريخَ أشباهُ الرجالْ..
لُيواروا منهمُ شرَّ الفعالْ

فٱسأل التأريخ عمّا قد جرى
عند شاطي النهر فالخطبُ جُلالْ

إسألِ الطَّفَ وسائلْ كربلا
عن قتيلٍ منعوا عنهُ السُلالْ

عن حسين السبط هل من مخبرٍ
فلقد حُرِّمَ عن ذاك السؤالْ

فاسأل الميمونَ يخبرْكَ الذي
قد جرى للمصطفى في خير آلْ

مَن يكون الظاميء المذبوح هل
كان سبط الحق ام ذاك محال !!

وعلى مَن جالت الخيلُ التي
بعثرتْ أقباسَهُ فوق الرمالْْ

وعن الطفل الرضيع ابن الحسين ( م)
وعن سهمٍ به أودى الهلال

وعن العباس عن قربتهِ
وعن الماء على التربان سال

اي جرح كربلا فيك جرى
بدماء المصطفى ذات اغتيالْ

سائل الميمون عمّن صفِّدوا
أم ترى الميمون أودى في النزالْ

انما الميمون من خيل الرسول (م)
وما إن راق للشرك اكتمال

قتلوا الميمون ذاكم فعل من
كان للاصنام ظلّا او خيالْ

فٱسأل البيداء عن سَبيِ الأُلى
بفلاة الشام قِيدوا للضلال

ذكروا بدرا وقتل الكفر مِن
آلِ سفيانَ وهندٍ في المجالْ

فمَضى السبي لنجل السحت مِن
نطفةِ الرجس بأرحامِ انحلال

سائل الشام بما هو قد جرى
بقصور الزيف من مجد عِطالْ

عن يزيد المارق الطاغوت اذ
كان سكرانا ويهذي باختيال

قال شعرا فارق الحق كما
عجزَ الراكضُ عن مسكِ الِظلالْ :

( لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ) وإذ قال ارتجالْ :

(قد قتلنا القرم مِن ساداتهم
وعدلناه ببدر ) باعتدالْ

بئس قوم زوّروا التاريخ هم
مثل ريح حاولت نسف الجبالْ

حرَّفوا الحقَّ على أهوائِهِمْ..
وهوى الأنذالِ إنْ حرَّفَ هالْ

قد أضَلُّوا الناسَ في باطلِهم ..
ليشذَّ الناسُ عن دربِ الكمالْ

ويعودَ السفهُ يغتال الورى..
بسموم الجهلِ في كأس انتحالْ

فتنةٌ حمقاءُ أغرَوها بنا ..
خرَّبتْ موطنَنا مهدَ الجَّمالْ

زحَفَ الثالوثُ يقفو خطونا..
وله جيشٌ على الأعرافِ صالْ

عملاءُ العصرِ من قادتنا..
لهوى صهيون أمسوا بانتقالْ

فإذا صهيون تغزو فكرنا
دونما خوفٍ على رغمِ الرجالْ

عملاءُ العصرِ شاؤوا قتلَنا..
ورثوا الفتنةَ عن والٍ فوالْ

مع اسرائيلَ يلهونَ بنا..
واقعُ فاقَ تهاويلَ الخيالْ

ماجنينا أمّتي حتى نرى..
غيهبَ العهرِ علا طودَ الجلالْ

رايةُ ٱسرائيلَ تجتاحُ المدى..
ولها خفقُ بعينِ الغرب حالْْ

ومُناهمْ أننا نُمسي بلا..
موطنٍ أو يشهدوا فينا الزوالْ

فتنةٌ حمقاءُ ياشعبي أفقْ..
إنّ هذا النومَ قد طال وطالْ

ماجنينا غيَر أيتامٍ لهم..
دمعةٌ حرّى بليلاتٍ طوالْ

وثكالى تصطلي حرَّ الجوى..
نحوهنَّ الهمُّ يحبو باختبالْ

وهُنا أرملةٌ مدَّتْ يداً
لرغيفٍ لليتامى لاينالْ

عادتِ ٱلبأساءُ في أوطانِنا ..
وبلادُ العهرِ تزهو بالدلالْ

غزتِ العربُ ثقافاتٌ لها..
.رونقٌ لكَّنها محضُ احتلالْ



تعليقات

المشاركات الشائعة