اللشاعر عبد الجبار الفياض - البصرة - إبن سيرين




إبن سيرين




لم يكنْ ابنُ سيرين قادراً على تعبيرِ رُؤيايْ . . .


عيونٌ فزعةٌ بين أشباحْ 


في غياباتِ جُبْ 

جُرحْ

عزِفَ عنْ شفاءْ

لا يُطبقُ شفتيهْ

شاهداً من غيرِ قَسَمْ

شاطئَ عوْدةٍ

يردُّ للبحرِغلواءَهُ بكبرياءْ الفاتحين. . .

أكانَ قوسُ أوديسيوس

مُحارباً

بَصَقَ بوجوهٍ ليس لها وجهْ ؟ !

. . . . .

إني رأيتُ

ليس رأساً واحداً

تأكلُ الطّيرُ منه . . .

ليس سبعَ سُنبلاتٍ يابساتْ

سبعَ بقراتٍ عجافْ

ليس يداً تتلُّ قُرباناً لذَبحْ . . .

رأيتُ

عجباً

يخرجُ من رجبْ !

. . . . .

رأيتُ

رؤوساً من نحاسْ

تحملُ خبزاً

من أطباقِ خوصٍ منقوعٍ بعرقِ فلاحٍ من سومرْ

رَجموا التنورَ

باعوا الحطبَ

على دربِ جودو

بذروا الكمّونَ رماداً في عيونِ فجرٍ كاذبْ

وجَعَاً

في خاصرةِ يومٍ مسروقْ . . .

رُبَما

ناقةُ صالح

عشاؤُهم الأخيرْ

رُبَما

دمدمةٌ تأتي قبل لعقِ اليدينْ . . . !

. . . . .

أنّي رأيتُ

موتاً

يلتفُّ بكَفَنٍ أحمرْ

يجلسُ على عرشِ مدينةٍ

تؤذنُ لصلاةِ الآياتْ

خلتْ

إلاّ من وعّاظٍ

تلعنهم من القرآنِ براءةْ . . .

موجاً

يتعرشُ أرواحاً

غرقتْ بسرابِ سفينةْ . . .

يعصرُ نبيذاً

لقادمين

يلبسون عُريَهم

من دونِ أزرارْ !

. . . . .

إنّي رأيتُ

جَدَباً

يمتصُّ ضرعاً

لا يُبقي بللاً بقاعْ . . .

خنجراً

ينغرزُ بلحمٍ

بيعَ قديداً قبلَ الذّبحْ . . .

لحظةً

أنتزعَها إيليسُ من تحتِ ابطيهْ

لكنَّ الموتى

لا ينسون عيونَ القتلَةْ

يكتبون حروفاً

لا تُمحى !

. . . . .

إنّي رأيتُ

دِمَناً خضراءَ

ثعالبَ

ذيولُها

تكنسُ الدّربَ لموكبِ يأجوجَ ومأجوجْ

أنصافاً بأقذرِ نصفْ

خوفاً في ساحاتِ زمنٍ

مبتورِ السّاقينْ . . .

. . . . .

إنّي رأيتُ

أيّاماً ميتةً من دونِ دفنْ

جوعاً

ينشرُ ثيابَهُ على حبالِ بيوتِ الطّينْ

يرقصُ عارياً بيومِ ولادتهِ الذّهبي . . .

. . . . .

ابنُ سيرين

يشطبُ

يمحو

يعبرُ بحراً . . .

ولا يعبرُ رؤيايْ !

. . . . .

عبد الجبار الفياض

12/9/2015


تعليقات

المشاركات الشائعة