مهند طالب - قصة قصيرة - مهاجر نحو الجائعين


قصة قصيرة 



مهاجر نحو الجائعين 


,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, مهند طالب



قال لها مبحرٌ أنا تتجاوب خُطاي زهرة البحر , وتمحو خطاياي 

تعطيني 

سحر النبوءة , فإذا مسني الجليد من التعب أو رعشةٌ أيقظت في 

روحي عُرس البكاء , سأتعوذ في عظمةٍ من حنين النساء , أنها 

تدرك 

ما يقول وتعي أن رأسُه كدولةٍ هصرتها النجوم وأحالت أيامه الى 

مومياء وأطراف ليل , ثم تذكرت كيف أنها أخبرته ذات لقاء , أن طيفها 

يشمُّ من صدره رائحة الارتحال على هيبة من هذا البحر , وتقول له 


دائما لا تسمع لهذا البحر ؟ ففي خيمة منها طوت الحروف الحزينة 


وأنسل من بينهما فوق الجرح من الملح أنسل طيفٌ متعطشٌ 

لخمرة 


البقاء , فقالت له :



_ ساوم جلد السماء وبشَّر بالاغنيات القديمة , عليك أن تسحب 

اغانيك من اليمّ من الصمت لا تبكر في التهشم على شجر الماء.


_ هه ان حولي النار , عذراء فيها حلمٌ دائما يتلاشى , ويفتض بكارة 

الصبر , أنا ذلك الطيف ؛ أغلقُ بالحزن واحةٍ خصباء فأي الشياطين 

بي ؟ أي وهمٍ يقرض الكفاف ! .


_ يا حبيبي , أن خبز الصبر هي أوجاعي , وأنا بلا رايةٍ كزورقٍ حملته 

الظهيرة وبحرك الدافيء عليه أن يساوِ مع الوحش شياطين الشعر , 

عدّ إلى رشد القصيدة , ستجدني سيدة القُبل في كل سطرٍ 

منحتك 

نسيم الأغفاءة , نسيم النعاس , أهكذا ترحل ؟


_ الجوع صار صديقي , منذ أن صار الرغيف جُرحاً في وطني , أنا منذ 

الخامسة عشر حملتني رعشة الفقر ليومٍ كنتُ بهِ سراً كشفته من 

الظلام مخاوفي , فعرفت الحزن في الضحكة , والضحكة في قهري , 

لم أرَ بيتي وطناً يحضنني , ولا دروبي كانت في يومٍ ما جوادٍ أهرول 

به , أتختل به من لحظة ضعفي , دعيني , أبتعد وأرحل وهذا البحر 

يناديني .


_ طيب يا حبيبي _ أبحر توزَّع في وحشتي وغربتي , وجوعي 

شراع 

, ولتكن صاريتي لعنة الأولين ,لا تنظر إلى الوراء , لن يضيء بعدك 

لي كلام ,كنت لي حلمٌ لوطنٍ يغادر حدَّ الغرابة ,يتناسل في بركةٍ 

وحيدةٍ , من أجل الهلاك , أذهب رعاك الله .


ذهبَ لا حلماً ولا جثة, وزّعه بوسيدون حصصٌ للجائعين .



تعليقات

المشاركات الشائعة