الكاتب جاسم ألياس // .الزعيمة الرائعة

هذه هي الإنسانة الرائعة ...الزعيمة الرائعة ...، هذه هي تبكي للذين رحلوا عن الأرض في مسيرة الدموع والحسرات هربا من مخالب الإرهاب ...الفقر وهدر كرامة المرء في وطنه ..،
هذه هي أنجيلا ميركل ذات الحزم والرؤى الحضارية ..ذات القلب الكبير وهو يرى أنّ ظلما يحيق بواحد ، واحدة يقفان معها على سطح هذا الكوكب هو ظلم يحيق بالجامعة البشرية كلِّها ..،
نعم صحيح ما قالته قبل أسابيع أنَّ مكة أقرب إلى هؤلاء التاركين أوطانهم من برلين ، لكنهم يلجئون إليها ثقة أن بين ربوعها سيجدون طمانينة العيش والنفس والشعور بقيم العدل والخير ، ووجدوا ، ويجدون ,,،
وفتحت وتفتح ميركل الباب للغرباء في بلدانهم ، السائرين على محفة الأشواك
والانياب ...،
كم شامخة قائدة ألمانيا هذه في تواضعها ، في طاقم حمايتها المحدود العدد ، في خلقها الرفيع ، وفي زهدها الذي تمثل في إصرارها على البقاء في شقتها في زقاق ما في برلين بدل الذهاب إلى قصر الإستشارية الفخم ،
هذه هي انجيلا ميركل تعلن انتسابها إلى امّنا الأرض من خلال لآلئ دموعها على خارجين من الشرق الأوسط بعيد علمها بموتهم إختناقا في شاحنة وجدوها على طريق عام في النمسا ..،
هذه هي المسكونة بحب الآخر المسلم وغير المسلم .... ،
وهذه هي شعوب الغرب المعاصرة تأوي ملايين الناس من الشرق الأوسط ، من أفريقيا ، مِنْ ومِنْ ...،تسمح لهم ببناء المساجد ودور العبادة الأخرى ، وتتفاعل معهم مثلما تتفاعل مع مواطنيها الأصليين ... ،
مع ذلك بدل أن يشكر السلفيون المتطرفون التكفيريون وكم يتبعهم الملايين من المسلمين ، بدل أن يشكروا ميركل والغربيين في قارة أوربا ... في اميريكا ... في أستراليا ....في كندا ...في نيوزيلندا لجميل استقبالهم ، وكرم وفادتهم في إحتضان أخوة لهم في الدين أو الخَلْق ، بدل ان يدعوا لهم بالعمر الطويل ، نراهم ونسمعهم يوقرون في آذانهم ، ويغزرون في عقولهم في الجوامع ، في خطب الجمعة وفي المجالس ثقافة كره الغرب والغربيين زعما أنهم " كفار " وفق جهالتهم الجهلاء ، وهم ، هؤلاء التكفيريون يستخدمون ليل نهار تكنولوجيا هؤلاء " الكفّار " التي لو حرّموا منها لساعة واحدة لخرجوا من جلودهم غضبا ، حتى أدوات التجميل من قبيل صبغ اللحى هي من صنع هذا الغرب الأخّاذ الذي ما فتأ ينير البشرية منذ عقود وعقود بعبير مخترعاتهم .. بعبير الصحة والنور والجمال ،
ألا هؤلاء التكفيريون أتباع أبن تيمية ومن في حلقته هم البعيدون عن الله مهما ادّعوا التقوى ، فالله يؤكد على المحبة والخير والسلام بين الشعوب ،


ألا هي انجيلا ميركل وشعب المانيا الجليل وبقية شعوب الغرب هم القريبون من الله ، يعبدون الله وفق طقوسهم ،ويترجمون تعاليمه إلى الأرض ومن بينها إغاثة الملهوف والمقهور ،
سلاما ً قائدة ألمانيا الشامخة .... ،
سلاما ً شعب ألمانيا ...،
سلاما ً كل شعوب الغرب
سلاما ...أنقذتم الملايين من وطني ، من بقية الشرق الأوسط ، من بقية العالم ..،
انقذتموهم من منحدرات الإنهيار ،
لكم سعفات النخيل ....،
لكم باقة ثلج ... ،
جاسم ألياس

تعليقات

المشاركات الشائعة