الشاعر عبد الجبار الفياض // قبرٌ من ماء (من المحيط الى الخليج)




قبرٌ من ماء


(من المحيط الى الخليج)


الى الذين آووا الى بحرٍ يعصمُهم من جمرْ . . .


هنا


مشيمتي


حبلي السّريّ


قماطي


بصماتُ خطواتي الأولى


لُعَبي البكماءْ


أقلامي


صوري . . .


جمعتُها جميعاً في قلبي


فكانتْ وطناً !


. . . . .


تجذرتُ عروقاً


لا يفطمُها زمنٌ


حملني على كتفيهِ


هلالاً


يصبغُ المآذنَ


بألوانِ عيدْ


فَرِحَاً بمقدمي


فقد أتيتُ على عُقمٍ


وأبي شيخٌ كبيرْ !


. . . . .


في حربٍ


كشفتْ عورتَها


خرجتْ


تمشي بلا أستحياءْ . . .


ذهبتْ ساقي مع الريحْ


فأتكأتُ على جريدةٍ من عمتي . . .


رُبَما


الثانيةْ


لثانيةٍ جديدةْ


إنْ بقيَ رأسٌ أحملُهْ . . .


. . . . .


وباءٌ


من أقصى الأرض . . .


على بابا


آلافٌ معهْ . . .


أغلقَ بابا كُلَّ الأبوابْ


إلآ باباً


من غيرِ حرسْ


يدخلهُ


مَن قالَ لسانُهُ


لا


مَنْ كانَ على غيرِ دينِ الفِرعونْ !


. . . . .


سرقوا وجهَ الأرضْ


الأعمارَ


العشقَ


(الصكلةَ واللاّكْ)*


لا أستثناءَ


أكلوا السّمكةَ حتى رأسَها !


. . . . .


في شواهدِ الغيومْ


قطرٌ لساعةِ الرّحيلْ . . .


لا خَيارَ


لحظةٌ دنتْ . . .


أنزعْ


كافَ المُخاطَبْ


أنتَ


ليس أنْ تكونَ كما تُريدُ هنا


سومريّاً


لا يشربُ من ماءٍ


ولغَ به كلبْ . . .


لا تفرّخُ بأذنهِ حروفُ واعظْ


باعَ وعظَهُ بالنسيءْ . . .


أذهبْ


بلا خفينْ


أحملْ قبرَكَ معكْ !


البابُ الواحدةُ لم تُغلقْ بعدْ . . .

. . . . .


أخذتُ عُكّازَ أبي


سجادةَ أمّي


أسمي المصغّرَ على لسانِ صحبتي . . .


(حمّودي)


التفاتةٌ أخيرةْ


سلختْ كُلّ شئْ


إلآ تلكَ التي كانتْ له . . .


رحلتُ


من غيرِ أنا الذي كنتْ !


. . . . .


ها أنا


على كُرهٍ


أعبرُ سنواتٍ


علامةُ استفهامٍ كبيرةْ . . .


وداعٌ


بلونِ الموتْ


دمعٌ


يختنقْ


لا يُنزعُ من عينْ


حينما يسقطُ


عالمٌ


ينهارْ . . .


. . . . .


سأستريحُ قليلاً . . .


أملأُ رئتييَّ بآخر ريحٍ من قميصِ يوسفْ . . .


لا كيلَ لي


مع إنّي لستُ بسارقْ


لا صواعَ برحلي


هم السّارقون . . .


كيف ؟


وعندي في الأرضِ خزائنْ !


. . . . .


سآوي إلى بحرٍ


يعصمُني


لم يكنْ بقلبي إلآ أُمنيةُ العاشقْ


. . .


تخطّفتْـني أنيابُ القرشْ


إذْ تركتني حيتانُ البرِّ


بقايا . . .

. . . . .


أيُّها الذي أحببتْ


كيف سأجمعُ ذراتِ عشقي


لأكونْ ؟


ليتني أُعاد حكايةً لسندُبادْ


نَغَماً في أُنسِ لياليكْ . . .


وداعاً


أيُّها المعشوقْ


أنتَ قبري


ولو في قعرِ بحرْ !


. . . . .


عبد الجبار الفياض


28/8/2015


* لعبة شعبية صبيانية معروفة .

تعليقات

المشاركات الشائعة