الكاتب جمال داود الهيتي// رحيل

رحيل
جمال داود الهيتي
رَحَلَ ...
غابَ عن الأنظارِ ... تركني وحيداً .....
عدت غريباً ....
حتى أطيافهُ ما عادتْ تساورني ....
ولا أحلامهُ تراودني ....
تركَ بصمَتهُ على ملابسي .... على بابِ شقتي .... على جدرانِ غرفتي على أثاثها.... على فراشي على ........
تركني وترك كأسهاً مكسوراً وأعقاب سَكائر مُتناثرةٍ .... وبقايا أوراقٍ مبعثرةٍ ......
أمضيتُ الساعاتُ الأولى , أنادي بأعلى صوتي ...
أيها الراحلُ الى مسافاتِ النسيانِ ...
أيها المسافرُ بعيداً ....
مازلت في قلبي قريباً ....
أيها الحبيبُ .....
يا من زرعت الأملَ في قلبي زنابقَ لحبٍ وردي ....
وسقيت بماءِ المطرِ الأرجوانيِّ حدائقَ روحي ...
تركتني , مرمياً بينَ أشلاءِ العشاقِ وحرائقَ وبراكين لاتهدىء .....
ألا تذكرتَ دفىء ذراعيَّ ؟ وموسيقى دقاتُ قلبي النابضُ شوقاً ولهفةً وحنان ...
أَما كانت زخاتُ مطرَ عيوني بشيرُ خيرٍ للفرحِ الموعودِ ؟
يا من سافرتَ ورحلتَ وبعدتَ ومضيتْ .....
يُساورني الشكُ أنكَ خلفَ البابِ تُغازلني بِصَمتٍ قاتلٍ !
أو تقتاتُ على بقايا كلماتٍ معسولاتٍ جوارَ البيت ....
وأزدادُ حنيناً حينَ تداعبُ أذنيَّ زقزقتُ طيري المسجونِ , يغازلكَ كما تعودَ حينَ يراك ...
أتذكرك َ....
أتذكرُ كلَ الهمسِ
كلَ الهَوَسِ
كلَ العسلِ
كلَ النارِ
كلَ الجمرِ
كلَ السمرِ
لا أنسى شيئاً لا أنسى .... أجمَعها في سهدي .... في ليلي في بيتي .... في دربي.... في كل الأوقاتِ ... أجمعها أداعبها ... أغازلها ... أناغيها ... أناديها ... أُرتبها ... أُبعثرها ...
لا أنسى شيئاً لا أنسى هل أنسى قلباً مَلهوفْ ...
أم أنسى دَمعاتٌ حرقا وحُروفْ ...
أم رائحةَ قميصكَ .... أم شعركَ ... أم همساتكَ ... أم كلماتكَ ... أم أوراقكَ ... أم أشعاركَ ... أم أقلامكَ ...
لا أنسى شيئاً لا أنسى
فَكُلك مَوجودٌ من أعلى شَعرَكَ حتى أسفلَ قَدَميك ...
عُدلي ما عُدتُ أتحملُ ... عدلي كي أبقى أتَكلم ... عُدلي كي أحلمُ كَي أصحى وَأنامْ ...
عدلي أحلاماً وردية ...
عدلي أطيافاً زهرية ...
عدلي يازهوَ فؤادي ...
عدلي يا فرحي وسُهادي ...
عدلي يا نومي وسُباتي ...
عدلي يا أولَ فرحٍ يا أجملَ عنوانْ ...
عدلي يا لوناً يجمعُ كلَ الألوانْ ...
عدلي لا تَنسى ما عُدتُ أتَحملُ كلَ النسيان ....

تعليقات

المشاركات الشائعة