مجلة كواكب الأدب الثقافية - هيام الشرع - "قارئِةُ كَفٍّ غَجَرِيَّةٍ "





"
"قارئِةُ كَفٍّ غَجَرِيَّةٍ "
خاطَبَتْني
على اِستحياءٍ ..
جَذَبَها شَذا 
دَمْعَةٍ خَريفِيَّةٍ
سَقَطَتْ مِنْ
طَرْفِ ِعَيْنِي
في لحظةٍ خرساءَ ..
قالتْ لي : -
أنتِ عِطْرٌ
صَعْبٌ الإحاطةِ به..!
مُدِّي لي كَفَّكِ؛
 لأَكْشِفَ وَرَقَكِ..!
أَوّاهُ ... أَوّاهُ...
خُطُوطُ كَفِّكِ مُبْهَمَةٌ!
تَشابَكَتْ فيها الأخاديدُ
وَذابَتْ عناوينُ قَدَرِكِ
بَيْنَ خُطوطِها الضَبابِيَّةِ
كَما تَذوبُ الشَمْسُ
في مياهِ البَحْرِ الجَليديَّةِ..!
إذن ...
سَأُجَرِّبُ الهَمْسَ في
قَواقِعِي؛
لأقرأ طالِعَكِ...
أو دَعيني أرى
ماذا تقولُ رسومُ
 فنجانِ قَهْوَتِكِ...
أَوّاه ....أَوّاه...
أرى طَحاِلبَ
تَناسَلَتْ بِخُبْثٍ
في مَجَرَّتِكِ...
وقِنْديلَ حُبٍّ يائِسٍ
قَفَزَ دونَ مِظَلَّةٍ
مِنْ سنين عُمُرِكِ ...
دراويشٌ هي
 كما تَبْدو لي أَيّامُكِ
أَوّاه .. أَوّاه...
أرى وَمَضاتِ أَمَلٍ
لِمآذنَ أَحْلامِكِ
قَدْ صَرَعَتْها أَكْفانٌ
ضاجَعَتْ أَحْزانَكِ
وَغُصْنَ لبْلابٍ فَتِيٍّ
تَوارى خَلْفَ أَطْلالٍ
يَخْشى أنْ يَمُدَّ ذراعَهُ؛
لِيُحَرِّرَ رَهائِنَ صَمْتٍ
فَذاكَ الغرابُ حارِسٌ
يَرْقُبُ بِعيونِ تنينٍ ناريٍّ..!
أَوّاه ...أَوّاه...
عُصفورُكِ الغِرِّيدُ
سَيُذْبَحُ في حَفْلِ تَعْميدٍ
لِشَيْطانٍ وَليدٍ
وَصَبْرُكِ وأَحفادُهُ
لنْ يَشْعَبُوا صُدُوعَ
قَلْبِكِ ... !
أَتْعَبَتْكِ أَشواكُ الوردِ،
وَذُنوبُ الزمانِ
التي لمْ تَرْمُضْها
أَمطارُ الحُبِّ ... !
فبالله عليكِ أَيَّةُ روحٍ
 تِلْكَ التي تَسْكُنُ جَسَدَكِ؟!!
هيام الشرع
 22/3/2017

تعليقات

المشاركات الشائعة