الشاعر جمال داوود الهيتي - العراق - بَشائرُ الخَيرْ





بَشائرُ الخَيرْ

جمال داود الهيتي

هَلتْ بَشائِرُ وعد نَبعَهُ القِيَمُ 
واستسلمت لِيَمينِ الصادِقِ ألأمَمُ
هذاَ الرَسُولُ الَذي لولاهُ ما شَرقتْ
شَمسٌ ولا لألَأَتْ في لَيلِنا نُجُم
في بَطنِ مَكةَ كانَ الوَعدُ يُنسجَ
صِدقٌ وَخُلقٌ رَفيعٌ زانَهُ الكَرَمُ
حَتى إذا هَبَطَتْ أُولى بَشائِرُهُ
إيحاءُ رَبي مَلاذٌ يَبتَني الحِكَمُ
آياتهُ نَوَّرتْ في الناسِ أفئِدةً
فاستعصَمتْ بِعطاءٍ ثَوبُهُ النِعَمُ
الجَمعُ سَارَ لأجلِ الوَعدِ تَحرُسُهمْ
اللهُ أكبَرُ فيها تَزدَهي الذِمَمُ
بدرٌ العُلى وُشَمتْ صَدرَ التُقى شرفاً
إذْ أرجَفتْ كُلَّ مَن شانوا ومن بَهِمُوا
فالقادسيةُ واليرموكُ مابَرِحتْ
ذاتُ الصَواري بها أعداؤنا لُجِمُوا
سِفرُ الفُتوحاتِ يَحكي أُمةً نَقَلتْ
شَرقاً وَغَرباً تباشيراً بها رَحِموا
أَهلُ العَناءِ وَقدْ عاشوا مُناكدةً
مِن قهرِ من أَوغَلوا فيهمْ بِما جَرموا
حَسبُ الرجالِ أُباةُ الضَيمِ أَنشِدُهم
عَمَنْ أساجِلُكم ؟ عَمَنْ يَفي القلمُ ؟
فَالكُلُ للحَقِ راياتٌ مُشَرَّعَةٌ
للشَرِ ما ركَنوا يَوماً ولا ظَلَمُوا
ذا ثاني اثنين جَمٌ في مَكَارِمهِ
شَدَ الرِحالَ مَعَ المبعوثِ يَقتَسِمُ
هَمَّ الهُمومِ وفي التَبليغِ يُرفِدهُ
صوتُ العُلا الحقُ لا يُثنيهِ من وَرَموا
أما أبو العَدلِ فاروقُ مَفسدةٌ
عَنْ عدلهِ شادتْ الأمصارُ والأُمَمُ
وأذكر حَييّا وقد مَنَّ الرَسولُ لَهُ
عُثمانُنا صاحِبُ النورينِ يَستَنِمُ
يَكفي عَلياً لِواءُ العِلمِ مَنزِلةً
بالجودِ مَفخَرَةٌ بالسَيفِ يَحتَدِمُ
سَعدٌ عُبيدةُ سَيفُ اللّهِ , حارثَةٌ
وأبنُ المَغيرةِ والمقدادُ , مُعتَصِمُ
ياربِ قَد جارَنا من أَهلِنا خَوَرٌ
فَهَلْ لَنا غَيرُ نَصرٍ منكَ يَنفَطِمُ
هِلْ المثنى أو القعقاعُ ما صَهُلتْ
خُيولهمْ في حِمى الإسلام تَزدَحِمُ
وَلا إستَشاظت صَلاحُ الدينِ نَخوتُهُ
فَالقُدسُ أنَّتْ وَبيتُ الشامِ يَنهَدِمُ
أوَ شَرحَبيلُ نَسى صَولاتَهُ قُدُماً
على المَنايا وأهلُ الصِّدقِ قَد سَئِموا !؟
يَنتابُني قَلقٌ وَالشَكُ مَنبَعُهُ
هَلْ نَحنُ أحفادَ أولاءِ ألأولى اعتصموا !؟
بالطَيِباتِ ونُورُ اللهِ يَرشُدُهمْ
في نيلِ إِحداهُما يَوماً لِمَنْ قَسَموا
فليخلعِ الكلُّ ثوبَ الذُلِ مُرتَجلاً
وليَنطقَ الجدُّ والأقدامُ والهِمَمُ
هيا نُعيدُ صُروحاً شُيدَتْ بِدَمٍ
طُهرٍ زكيٍّ لأجدادٍ لنا بَصَموا
عِنوانَ إِيماننا عُنوانُ بَهجَتنا
فَالحَقُ قائدُهم للنصرِ قد حَسموا
والعَونُ من رَبِنا إذ عَونُهُ كَرَمُ
عَسى العَناءُ رَديفاً شالَهُ الحُلُمُ




تعليقات

المشاركات الشائعة