القاصّة نداء شاكر الجنابي - العراق - ذمم وضمائر / قصة قصيرة
ذمم وضمائر / قصة قصيرة
حين حدث الانفجارألقوا عليه القبض بحجة أخذ شهادته بالرغم من أنه كان في دكانه ولم يشهد على شيء. مرت خمس سنوات ولا زال مسجونا، في البداية لم يخبروا أهله عن مكانه لمدة عامين. هد اﻷم واﻷب المرض وهما يبحثان عنه دون جدوى. وفي يوم تلقوا اتصالا يطلب مبلغا كبيرا من المال ﻹرشادهم إلى مكانه ، دفعوا ودفعوا وما زالوا يدفعون. قالوا لهم إنه متهم باﻹرهاب ومن الصعوبة النجاة من هذه التهمة إذا لم يدفعوا، باعوا الدار وجمعوا كل ما لديهم وصرفوه على المحامين والسجانين والمسؤولين. لا يسمحون لهم برؤيته إلا إذا تسلموا المبلغ كاملا. في أخر زيارة له التقت والدته بكثير من اﻷمهات المحروقة قلوبهن على فلذات أكبادهن، نفس القصص، ونفس الابتزاز. يئست اﻷم حين علمت أن هؤلاء الابناء لن ينجوا فهم الدجاجة التي تبيض ذهبا لنفوس لا تشبع من أكل الحرام، على حساب المشاعر اﻹنسانية ومعاناة اﻷبرياء. لم تفهم والدته حين أخبرها ابنها السجين بأن معاناتهم ستنتهي عن قريب إلا حين اتصلوا بها ليخبروها بانتحاره.
نداء شاكر
تعليقات