عين الجنون - مشاهد إنسانية : ما قبل لقاء أوّل (الحالة 4)
مشاهد إنسانية : ما قبل لقاء أوّل (الحالة 4)
هنا و الآن / الرّجل .
يرشف من فنجان قهوته الصّباحية ، مُنتشِياً هدوء المكان .بين رشفة و أخرى ،
يستشعردخانا صاعدا ،يَعْبُرُ نظّارتيه الشمسية ، يستوطن ضَرارَتَه .يتلذّذ
أريج القهوة في قلبه. يخاطب نفسه : ‹‹ العادة تسلب حاجاتنا ››.فهو
دائبُ الحضور هنا منذ مدّة، رغم هنّات حمْل الجسد على العين .
يُصغي مليّا للمقطع الصّادح و المختار بعناية. ها هو ‹ك. السّاهر› يملأ الحنينَ مكانا :
( دعيني أُفتّش عن مفردات، تكون بحجم حنيني إليك )
يتماهى مع دِفْء الموّال.يسرح بعيدا، متأمّلا ضُرَّه.ثم يخاطب طيفه الغائب:
‹‹أشتاق أنْ أشتاق إليكِ،جزء ثانية ، أختبر ضرري فيكِ ››
----------------------------------------------------------------------
هنا و الآن / المرأة .
يستشعردخانا صاعدا ،يَعْبُرُ نظّارتيه الشمسية ، يستوطن ضَرارَتَه .يتلذّذ
أريج القهوة في قلبه. يخاطب نفسه : ‹‹ العادة تسلب حاجاتنا ››.فهو
دائبُ الحضور هنا منذ مدّة، رغم هنّات حمْل الجسد على العين .
يُصغي مليّا للمقطع الصّادح و المختار بعناية. ها هو ‹ك. السّاهر› يملأ الحنينَ مكانا :
( دعيني أُفتّش عن مفردات، تكون بحجم حنيني إليك )
يتماهى مع دِفْء الموّال.يسرح بعيدا، متأمّلا ضُرَّه.ثم يخاطب طيفه الغائب:
‹‹أشتاق أنْ أشتاق إليكِ،جزء ثانية ، أختبر ضرري فيكِ ››
----------------------------------------------------------------------
هنا و الآن / المرأة .
هي الهادئة أصلاً . ما بالُها مع هذا الهدير ، وسط زحمة أناس تائهين ، عبر طُرقات فاقدة للمعنى
.تضرب بكفّيها ، معا ، على المِقود . فالأمر لا يُحتمل .تستعيد سكينتها ، بسرعة .
فهي هاربة من سجن يَعُجُّ ضجيجا .حُكِيَ لها عن المكان. تتعطّش ارتواءه . فيخطر على
بالها ‹م.درويش› : (و بي أمل يأتي ويذهب ، لكن لن أودّعه )
تستلهم الحنين ، العابر من الأرض إلى السّماء . تتيه في ثنايا أملها :
‹‹ أترَقّبُ ثانية منكَ ، تسافر بي مدارات عشق لا ينتهي ››
------------------------------------------------------------------
هنا و الآن / الرّجل .
.تضرب بكفّيها ، معا ، على المِقود . فالأمر لا يُحتمل .تستعيد سكينتها ، بسرعة .
فهي هاربة من سجن يَعُجُّ ضجيجا .حُكِيَ لها عن المكان. تتعطّش ارتواءه . فيخطر على
بالها ‹م.درويش› : (و بي أمل يأتي ويذهب ، لكن لن أودّعه )
تستلهم الحنين ، العابر من الأرض إلى السّماء . تتيه في ثنايا أملها :
‹‹ أترَقّبُ ثانية منكَ ، تسافر بي مدارات عشق لا ينتهي ››
------------------------------------------------------------------
هنا و الآن / الرّجل .
الجلسة ، بالفعل ، تستحقّ و هو المُقِلّ اقتعاد الكراسي طويلا .لكن الأمر هذه المرّة مختلف.
يتحسّس صمتَ دقيقة ، كأنه سنة ضوئية . يتمثّل كلمة تقطع أنين هذا الصمت السّرمدي :
‹‹ هل من مفردة تمنحيني عشقَها ؟ ››
يستعيد شروده على الموّال الثّاقب للقلوب :(البارحة في الحلم حبيبي في أحضاني
بوّسني من وجنتيّ و طفّاني نيراني )
-------------------------------------------------------------------
هنا و الآن / المرأة .
يتحسّس صمتَ دقيقة ، كأنه سنة ضوئية . يتمثّل كلمة تقطع أنين هذا الصمت السّرمدي :
‹‹ هل من مفردة تمنحيني عشقَها ؟ ››
يستعيد شروده على الموّال الثّاقب للقلوب :(البارحة في الحلم حبيبي في أحضاني
بوّسني من وجنتيّ و طفّاني نيراني )
-------------------------------------------------------------------
هنا و الآن / المرأة .
تركُنُ سيارتها . على الأقل ، أرض الله واسعة ، هنا . لا حاجة لقلق البحث عن مساحة لكفنها .
لكنها تستحضر سعة رؤية ‹م.درويش› :(و قليل من الأرض يكفي كي نلتقي ....)
تلج المقهى وهي منبهرة روعة المكان.... تتلقّف الموّال السّاهر فيها : (صحيت من نومي
و أنت في بلاد ثاني )
بمجرّد دخولها ، تشْرئبُّ الأعناق ، على قلّتها .غير مكثرتة ، تترنّح بجسدها الأخّاذ طربا على
شدى المواويل. تطرُق برأسها صاغية . تلْتفت يمنة و يسرة، باحثةً عن مكان يأوي حنينها
-----------------------------------------------------------------------
هنا و الآن / المرأة / الرجل .
لكنها تستحضر سعة رؤية ‹م.درويش› :(و قليل من الأرض يكفي كي نلتقي ....)
تلج المقهى وهي منبهرة روعة المكان.... تتلقّف الموّال السّاهر فيها : (صحيت من نومي
و أنت في بلاد ثاني )
بمجرّد دخولها ، تشْرئبُّ الأعناق ، على قلّتها .غير مكثرتة ، تترنّح بجسدها الأخّاذ طربا على
شدى المواويل. تطرُق برأسها صاغية . تلْتفت يمنة و يسرة، باحثةً عن مكان يأوي حنينها
-----------------------------------------------------------------------
هنا و الآن / المرأة / الرجل .
هو يرى و لا يرى . طرفُه غضٌّ ، أصلاً . يستشعر خَفْقَ نعل آت . يهمّ بفتح عينيه كي يرى.
يُسعفه الوقر في الإصغاء إلى وقْع خطاها الحاسم .يتقفّى حدسه : الحضور استثنائي .
تمرّ بمحاذاة طاولته . تشعر بقشعريرة، تسري أحشاءَها . تخاطب الحنين فيها : ‹‹ما هذا الوقار !؟ ››
بعد لأي ، تقرّر الجلوس. فتختارالأنسب لزاوية النظر .تضع ثقل جسدها على الكرسي،كجندي عائدمن جبهة قتال .
زاوية الرؤية جدّ ملائمة :‹‹ أراه هل يراني؟››. تعاتب نفسها : ‹‹ جئنا نسعى راحة لكن يبدو أن تعب الوصل قد حان ››
----------------------------------------------------------------------
اللاّ زمكان / المرأة-الرجل .
يُسعفه الوقر في الإصغاء إلى وقْع خطاها الحاسم .يتقفّى حدسه : الحضور استثنائي .
تمرّ بمحاذاة طاولته . تشعر بقشعريرة، تسري أحشاءَها . تخاطب الحنين فيها : ‹‹ما هذا الوقار !؟ ››
بعد لأي ، تقرّر الجلوس. فتختارالأنسب لزاوية النظر .تضع ثقل جسدها على الكرسي،كجندي عائدمن جبهة قتال .
زاوية الرؤية جدّ ملائمة :‹‹ أراه هل يراني؟››. تعاتب نفسها : ‹‹ جئنا نسعى راحة لكن يبدو أن تعب الوصل قد حان ››
----------------------------------------------------------------------
اللاّ زمكان / المرأة-الرجل .
تراه حيث لايراها. فالنظرة تقرّب البعيد .
يراها حيث تراه. نازلين على أحد ضريرَي الوادي .(1)
الموّال يناديهما : (أقبلْ أعيشْ في سجن لو أنت سجّاني )
تستجمع أشلاءَها بين عقلها و قلبها.فالرجل بيّن الضّرارة.(2) تخاطب وقاره : ‹‹ عليّ أن أبادر .
لقد حُسمَ الأمر.الرجل ضُرّي (3)››
يحدس طيفها الآتي نحوه. يخاطب نفسه : ‹‹ما أشدّ ضريري عليك(4)››
تقف بين عينيه. يلملم ضرارته.(5) تستحضر جرأتها : ‹‹ هل لي بحنين معك ؟››
يردّ عليها بثقة عمياء : ‹‹لقد كنتُ في انتظارك ››
يراها حيث تراه. نازلين على أحد ضريرَي الوادي .(1)
الموّال يناديهما : (أقبلْ أعيشْ في سجن لو أنت سجّاني )
تستجمع أشلاءَها بين عقلها و قلبها.فالرجل بيّن الضّرارة.(2) تخاطب وقاره : ‹‹ عليّ أن أبادر .
لقد حُسمَ الأمر.الرجل ضُرّي (3)››
يحدس طيفها الآتي نحوه. يخاطب نفسه : ‹‹ما أشدّ ضريري عليك(4)››
تقف بين عينيه. يلملم ضرارته.(5) تستحضر جرأتها : ‹‹ هل لي بحنين معك ؟››
يردّ عليها بثقة عمياء : ‹‹لقد كنتُ في انتظارك ››
هوامش
(1)ضَريريْ الوادي : طرفَيْه .
(2)بيِّنُ الضَّرارة : ذاهب البصر-ضرير
(3)ضُرّي : زمني و تقال عن حال الضرير
(4)ضريري عليك : غيرتي
(5)ضرارته : صبره
(2)بيِّنُ الضَّرارة : ذاهب البصر-ضرير
(3)ضُرّي : زمني و تقال عن حال الضرير
(4)ضريري عليك : غيرتي
(5)ضرارته : صبره
تعليقات