الشاعر علي حنون العقابي - العراق - عن الفتى الجنوبي الراكض في دمي




(عن الفتى الجنوبي الراكض في دمي )
علي حنون العقابي 
.........................

من ينقذني من هذا الفتى الراكض في دمي

هذا التوام الذي يلفني بزغب المعنى ..ويتكور تحت جلدي
فيا بعضي ويا ظلي ..ايها الجمر المتوهج تحت رمادي
يا صليل الحزن في روحي ودبيب الكائنات ..يا طفولة مسلوبة من 

اللهو في الغرق ..
لا تلمني ان اسرفت في هرطقة الشوق والجدل
فهذا قلبك ايها الفتى . يترقرق لعطش الفصول .ويقودني الى شبق 

الحروف بعكاز الكلام
لا تتركني وحدي اعض القلب بانياب الحنين .
لا تتركني بلا بوصلة . فقد تصدعت الروح بين الزحام
عما قليل اكشف عن معدنك الجنوبي . واكتب عبارة التيه على 

اذيال 
العدم 

عما قليل ادون تفاصيل اغترابي .حتى تفيض حولي الرغبات بالعنبر 

الثمل
فانهل منها لذة الفيض .ولفحة من الطيب .وسلال القبل
هيا .لنبدا بجولة اخرى . كي نطلق الرغبات لهذا العنفوان
هيا نتبادل الايقاع بكل الجهات .. نحلق باعلى مراتب الشوق فوق 

الغمام
نغمر القطاف بطعم اللوز وباحرف النذور
يكفيك ايها الفتى العادل ان تهب الوجوه سحنتها .. وان تسمي 

ملامح الفجر المهيب
فانت العزم ..وما تبقى من الزغاريد . واخر خلية في فاكهة البوح 

لهذا 
البياض

دعني اجمع اشلائي واردد ما في الروح من هجاء اخير
دعني ابلل قطيفتي بعطر المتاريس
وازعم انك شريكي في العصف وانك تسبح بحمد البراكين
ازعم اني كتبتك على لوح الفراغ حتى اتوسدك مرسوما على 

تجاعيدي
طوقتك بالمديح الصاعد من الانفاس وهانذا احوم حولك
مثلما تحوم الفراشات على شمعة وترفرف فوق موتها بالهدير .
دعني اتسلل من سدرة الطيش واجتاح نوافذ الطبع الامين
دعني افض بكارة الاسماء بمهابتي . اكشف عن عفة الروح والجمر 

بين اضلاعي
اكرر شكواي وهذا قسط من المستور
فقد انتظرتك في عزلتي وحملتك دهرا فوق اعبائي
اعلم انك لن تجيبني عندما قصدتك وانك نشوان بعطر الحنين
حيث تركتني اتقاسم الخيبة بهذا العراء ثم ضيعتني مع قافلة 

الاوجاع
انا الذي زخرفتك بنمنمات العشق وحملتك معي عاليا فوق اليقين
هيا اذن ..لنفتح بوابة الفجر للهتاف فلا تتركني وحيدا وسط هذا 

الصهيل .
هيئت لك التعازيم كي احتويك بهذا الشمل
كاني اتهجى الشغف الذي مسني ذات غبش وعفر روحي بالرياحين
فلا تخدش حلمي .حتى اهندس الغناء واعيد الصدمة للعقول
لا تتخندق خلف نافذة السؤال خذني في اكمل جرح
خذني لمواقد الافق كي اتاهب لسكرة اخرى
فلن اضطرب . عندما تكون انت الدليل .
عفوك يا شقيق الروح ان تشبثت بحبل اعتذاري فها انذا استغفر 

عشقك السرمدي
امضي نحو تخوم المنافي محاصرا من كل صوب
فقد هاجر الاصحاب .. واهلي ..ها هنا تركوني
كيف اجمعهم من لهيب الذكريات وكل حصيلتي ..ما تبقى من الغبار
فلا تجزع ان ترتد عنك المراكب . دع هامتك تعلو بالرنين
فانت اكبر من جراحنا واعلى من لوح في مقبرة الغرباء
سنلتقي حتما .قبل ان يخذلنا الحبر سنلتقي مثل كراريس اوجاعنا 

الاولى مثل بياض الطباشير
هكذا رايتك .كالمسك على ثيابي تسرج الشهقات للهتاف وتصنع 

من الجراح فرحة للهديل
لذلك احبك .. واخفي عنك رسائلي في الفراغ
يكفي انني اصنع من حبك خمرة لكي تغرد في هذا الفضاء كل 

العصافير ..
خذني ايها الزكي متجها لطعنتي . دحرجني على صخرة الغد 

الحيران
فلن انكس رايتي ..وهذا مذهبي المعلوم
نعم اشتاق لسوسنة ويداهمني الطبع الخجول
انتزع النصل بكف من الفيض. ارمم الحطام .وادوزن النوح
نعم لا زلت هنا اجاور الافق وقد اكتملت حولي دائرة المشيعين
ساركض ثانية لاكون على مرمى العبور
حيث تستحم الينابيع بسكرتها وتكلمني النيازك من خلف الستار
يشدني الالهام شدا ويتخبط تحت درعي نبا عظيم
نضج الحديد على كتفي .واينع ورد الزناد
فسوف اشمل هذا الحشد باحتدام الزحف فليكن هذا النبع نبعي 

ولتقرع من اجلك الطبول
انا المحارب الذي رشقت الحدود بنبالي وتقدمت بالعدل خلف كل 

مذعور
سادفعن الموت دفعا واسمي الصفوة باسمائهم .
اعود اليك مزينا بمعادن الشوق. بجدائل من الريش
اداعب الحرب ..وارتشف الحب فلن يكسرني الصرير في العظم ولا 

تلك الكدمات
اعاهدك باسم الجراح والطلقة في خاصرتي
اعاهدك وقد تسلق الشيب نافذة القلب
فقد نحرت دفاتري على بابك . اسدلت عليك الروح كي اضيء 

المسافات بالنشيد
لك على امتداد الحزن خارطة طالما عريت المنافي من اجلها
وقلت ..هي عثرة وبعدها نقتسم المتاع
هذا دمي .ولنحتكم عند امومة العشق فهل يكفيك النزيف بوثبة 

المطعون ؟
هانذا ادون الحكايات على جمجمة الوقت وابارك فيك الحنين
ليتك امطرتني بعافية الغيم
ليتك غطيتني بمواعيد السنابل قبل الرحيل
انهض ايها الفتى الجنوبي من الرماد . لا تنحني امام الريح
فمن سوانا يبارك القطاف ويملا الرئات باللهب؟
من يكتب الاساطير اذ تدب الرعشة باوصال الحروف ؟
اعطني ما تبقى في عهدتك من ثرثرة . اعطني بقية اسمالي
ما عادت براثن الدسيسة ترعبني . ما عاد المسرع بابواقه يمسد 

ليلي بالقلق
دعني ابارك الدهشة في حانة العشاق واستعيد الابهة كي اروض 

ايائل المجهول.
فهذا اخر معراج للقصيدة . وانت نبيها .. و هذا اكتمال الجرح في 

الافق .

تعليقات

المشاركات الشائعة