الشاعر الناقد عباس باني المالكي - العراق - إنصات إلى صوت القلب...28





إنصات إلى صوت القلب...28



"دموع الأنتظار"


جئتك أجمل زمانك في روحي وكأني أحمل كل تاريخ الإنسان على الأرض , لأني دون زمانك لا تاريخ لي ، حتى وأن سجلت أيامي على أرواق الريح , أبعثرها كلما أقتربت منك وكأنك النسائم الباقية من عطر السماء في عمر الكون ...
جئتك تحملني روحي كأجنحة المخفية من الريح .. أحمل فرحا لا حدود له إلا في عينيك فلم أعد أعرف مكاني في هذا العالم إلا حين أكون جنبك , لأني لا ألمس وجود الحياة من بعدك..
كيف تريدين أن أنتظرك وأنا كل يوم أغسل وجهي بدموع الأنتظار و كل الصباحات نزق الماء على تباشير الضياء في أول الصبح ...
كيف تريدين أن أنتظر وأنا ما عدت أعرف من يومي إلا حلمي إليك وأنشغالي بتفاصيل ملامحك وأبتسامتك كأنها ريق الصباح حتى تتخم ليلته بالأحزان ..
لم أعد أتلمس وجهي على المرايا وأنا لا مرايا لي إلا حين أرى عمري في عينيك
هل أقول أعشقك إلي حدود جنون البحر حين تنقلب الأرض على جاذبيتها ولا تبقى إلا السماء ترسم الحياة من عمق عينيك ..
وهل أقول أعشقك وأكتب نجاتي من تاريخ الأحزان وأنا لا نجاة إلا حين أكون جنبك ... كل يوم أردد أسمك بقدر نبض القلب كالتعويذة من شر الأحزان ...
كل يوم أتلمس ملامح وجهك كأنه بداية الحياة بعد أن يستغرقني الحلم إليك وأراك جنبي وكأنك الهواء الذي يلامس وجودي في المكان , ما عدت أعرف هل أنت هنا أم في المسافات التي تذر الأيام وأنا لا عمري لكي أعيش وأتنفس الهواء ...
كل يوم أنظر للسماء وأدعوها أن تحفظك من الأيام قبل أن أفتح الأبواب لأن روحي لا تستقر على الأرض إلا حين تدرك أنك عليها ...
أني أعطش في كل برهة تمر على أنفاسي وأشعر أنها ثقلية بثقل الغبار الخارج من صحارى أنتظاري إليك ..
كم جربت من النساء ولم أجد فيهن نسمة الروح إلا حين أتأمل وجهك وكأنه كل الفضاء االمتوشج مع ملامح الملائكة ...
قد أطيل أنتظاري إليك لكن دون عمر دون فرح إلا حين أتذكرك حتى صرت أركض وراء الهواء لكي أحضنه لأنه مر عليك .

تعليقات

المشاركات الشائعة