الكاتب الأديب حسين الساعدي - الكلاسيكية classicism




الكلاسيكية classicism

حسين الساعدي

يعتبر المذهب الكلاسيكيّ classicism من أوائل المذاهب الادبية التي نشأة وانتشرت في أوربا (ايطاليا)في القرنين الخامس عشر و السادس عشر ميلادي. وهو اتجاه أدبي محافظ إصلاحي , كان في نشأته وتطوّره مرتبطاً بالأنظمة التقليدية والطبقة الأرستوقراطية والسلطة الملكية المطلقة، لأن هذه الجهات كانت، في أذواقها، تنشد الشيء الأكمل والأجمل. وقد أطلق عليه عدة تسميات منها (الاتباعي أو التقليدي أو المدرسي ),يرتكز على إحياء التراث والدراسة والتنقيب في الآداب الاوربية التي شاعت في الحضارتين (اليونانية والرومانية ) ومحاولة محاكاتها، واستخلاص القيم الفنية والانسانية من خلال التذوق الفني لنتاج هذه الآداب وتحليلها وفق القواعد الأدبية والنقدية التي ارساها الاقدمون, وخاصة القواعد التي وضعها ارسطو في كتابيه الشهيرين: (فن الشعر) و(فن الخطابة) .
اشتقت كلمة الكلاسيكية من الكلمة اللاتينية classis، وأصل معناها (وحدة في الأسطول) وأصبح لفظ "كلاسّ Classe" يفيد معني (الصفّ في المدرسة) , أي: الفصل الدراسي . وأول من استعمل لفظ الكلاسيكية الكاتب اللاتيني (أولوس جيليوس) في القرن الثاني الميلادي ,على أنه اصطلاح مضاد للكتابة الشعبية . وتعتبر إيطاليا المهد الأول في ظهور مصطلح الكلاسيكية وذلك في عام 1818، ثم شاع في أوربا بعد ذلك في الدراسات الادبية والنقدية . وتعود جذور الحركة الكلاسيكية الى القرن الثالث عشر في إيطاليا مع ظهور أدباء كبار منهم الشاعر (دانتي) والشاعر بترارك, الذي يعتبر أول من كتب باللغة الإيطالية ,وكذلك الشاعر(بوكاشيو) الذي آثر الكتابة باللغة الإيطالية .
أما المذهب الكلاسيكي الحديث في الغرب , فأن المدرسة الفرنسية هي من تصدت له , وأسسه ونظر له الفرنسي (نيكولا بوالو) . والذي يعتمد على المبادئ التالية : تقليد الأدب اليوناني والروماني و الاهتمام بالشكل وبالأسلوب . وابرز شخصيات هذا المذهب جون أولدهام و راسين وموليير ولافونتين .
وتطورت الكلاسيكية في الوقت الحاضر إلى (النيو كلاسيكية) ، وبلغت قمتها في أعقاب الحرب العالمية الأولى , وحاولت أن تنظر إلى الأمور نظرة تجمع بين الموضوعية الجامدة للكلاسيكية القديمة والذاتية المتطرفة للرومانسية الجديدة. وقد بدأت هذه المدرسة في الظهور على يد كل من ت. س. اليوت والأديب الأمريكي ريتشاردز وغيرهم من النقاد المعاصرين.
أما ظهورها في الشعر العربي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي . ورائد هذه المدرسة هو الشاعر المعروف محمد سامي البارودي وإبراهيم اليازجي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم من مصر , ومن العراق : معروف الرصافي ومحمد مهدي الجواهري وجميل صدقي الزهاوي. ومن لبنان : بشارة الخوري .

تعليقات

المشاركات الشائعة