الكاتب حسين الساعدي // الى كل من يزايدون على وطنية وعروبة الشيعة
الى الذين يشككون بوطنية الروافض ...
عندما يتكلم التأريخ بلغة الارقام
إهداء الى كل من يزايدون على وطنية
وعروبة الشيعة
على القارئ العزيز قبل ان يوجه اصبع الاتهام بالطائفية فيما
كتبت عليه ان يدقق في لغة الارقام لان الغرض من ذلك هو
بيان حقيقة تاريخية شكلت جزء من تاريخ العراق المعاصر
عندما اعلنت الحرب العالمية الاولى في (4/اب/1914)وبعد
مرور ثلاثة اشهر اي في (5/تشرين الثاني/1914) اعلنت
بريطانيا الحرب على الدولة العثمانية وبدأت بغزو العراق فاستولت على الفاو ثم البصرة وكانت الحرب
سجال في ظل قوى عسكرية عثمانية غير متوازنة مع قوة بريطانية متقدمة واستمرت الحرب حتى
وصلت القوات البريطانية الى بغداد واحتلالها في (آذار سنة 1917)اي استمر الزحف البريطاني نحو
بغداد (36شهرا)اي ما يعادل (1080يوم)هذا التقدم للقوات البريطانية في مناطق تقطنها غالبية
(شيعية)ساندة لقوات عثمانية اسلامية (سنية)بعد ذلك تقدمت القوات البريطانية من بغداد باتجاه
الموصل ووصلت الى هذه المدينة في(تشرين الثاني 1917)واذا اردنا ان نحسب تحرك البريطانيين من
بغداد في(آذار/1917) ودون اي توقف طويل في بغداد ووصولهم الى الموصل في (تشرين
الثاني1917)اي (8 اشهر)اي ما يعادل(240يوم)وكان هذا التقدم في مناطق تقطنها غالبية
(سنية)ساندة لقوات عثمانية سنية .علما ان المسافة بين بغداد والموصل (402كم) في حين
المسافة بين بغداد والبصرة (545كم) .. اما الثورة العراقية الكبرى في(حزيران1920)ضد الاستعمار
البريطاني فانطلقت من جنوب العراق من بلدة الرميثة عندما اعلنت عشيرة الظوالم بقيادة الشيخ
شعلان ابو الجون الحرب ضد الانكليز وبمساندة ومشاركة علماء ومراجع الدين في النجف وكربلاء
والكاظمية في (30حزيران 1920) ثم بعد ذلك التحقت العشائر الغربية بالثورة .ولكن ماذا نقول للذي
اراد
مصادرة نضال العشائر العراقية الجنوبية الشيعية ومراجع الدين الشيعة ضد الاستعمار البريطاني ؟
وهذا تم في ظل منهج اعادة كتابة التاريخ وفق ايديولوجية حزب البعث الحاكم عندما جير ثورة
العشرين
لصالح العشائر الغربية وزعمهم بانها انطلقت من لواء الدليم في منطقة (الخان) التي تقع بين بغداد
والفلوجة والتي تبعد عن بغداد ثمانية كيلومترات بقيادة (الشيخ ضاري الزوبعي) .ان الثورة المزعومة
التي قادها الضاري كانت بسبب تعرضه الى الاهانة من قبل الحاكم الإنجليزي في حينها الكولنيل(
ليجمن )مما ادى ذلك الى قتل الضابط الانكليزي ثأرا لكرامته وليس لكرامة العراق. وجاءت هذه الحادث
بعد اندلاع الثورة في الجنوب واصبح الضاري مطاردا من قبل الانكليز . وبعد انتصار الثوار على القوات
البريطانية في معركة الرارنجية في يوم (24تموز) ارسلت العشائر الجنوبية الشيعية مبعوث الى
الشيخ
ضاري لالتحاق العشائر الغربية في ركب الثورة حتى يكون للسنة دورا في الثورة وبالتالي يكون دورا
لهم في العملية السياسية مثلما يحصل الان كما ان دور المرجعية في الثورة كان اول شرارة لقدح
شرارة الثورة فقد حشدت بفتواها جميع عشائر الجنوب الشيعية ومثل ما يحصل الآن عندما شكلت
المرجعية بفتواها الحشد الشعبي في مواجهة المؤامرة الامريكية الصهيونية التكفيرية . هذا ما يخص
النضال الشيعي ضد البريطانيين في ذلك الوقت .اما في الوقت الحاضر فهو تمثل بالغزو الامريكي
للعراق عندما استطاعت الولايات المتحدة الامريكية من تكوين تحالف دولي بقيادتها لغرض اسقاط
نظام صدام حسين حيث بدأت هذه الحرب من جنوب العراق الشيعي (البصرة)من خلال الجيوش
الجرارة المتطورة مع احدث الة حرب شهدها التاريخ فبدأت هذه الجيوش بالزحف نحو بغداد في ليلة
(20/اذار/2003) وقد خاضت هذه القوات اشرس المعارك قبل وصولها بغداد فكانت معركة البصرة بتاريخ
(21/اذار)وانتهت باحتلال البصرة في (6/نيسان)اي دامت (16 يوم)بعد ان واجهت ثلاث جيوش هي
القوات البريطانية المدعومة أمريكيا واستراليا وفي اقوى آلة حرب .اما المعركة الثانية فهي معركة
كربلاء التي حدثت في (31/اذار)وامتدت الى(6/نيسان).اما المعركة الثالثة حدثت في مدينة الناصرية
يوم(23/اذار)واستمرت الى يوم(29/اذار)حيث قتل فيها (22جندي مارينز امريكي
وجرح150أخرين)واحراق ما يقارب(15مصفحةامريكية)كما استشهد من(600 الى 1000) عراقي
معظمهم من المدنيين حسب المصادر الامريكية. وفي (9نيسان)تم احتلال بغداد من قبل الجيش
الامريكي واعلان سقوط نظام صدام حسين.(يرجى ملاحظة التواريخ المذكورة اعلاه من بدء المعركة
يوم (20/اذار)الى سقوط النظام يوم(9/نيسان)اي ما يعادل ( 19يوم) حيث حدثت هذه المعارك في
مناطق ذات اغلبية شيعية )أي خلال اسبوعين تم احتلال نصف العراق من جنوبه الى بغداد في
وسطه في ظل معارك عنيفة ,بينما من شمال بغداد الى الموصل سقط خلال اسبوع دون معارك تذكر
الا ما ندر وكان الامريكان في هذه المناطق يتجولون وكأنهم في نزهة وبهذه النزهة تم احتلال العراق
خلال ثلاثة أسابيع. علما ان القوات الامريكية لم تفتح لها جبهة قتالية في شمال العراق بسبب رفض
تركيا واكتفت امريكا بتحريك قوات البيشمركة الكردية. بعد سقوط العاصمة بغداد اتجهت القوات
الامريكية باتجاه الشمال من بغداد التي تقطن مناطقها اغلبية (سنية) حيث دخلت مدينة كركوك في
(10 نيسان)في يوم واحد فقط !!! اما تكريت مسقط راس صدام حسين فقد دخلتها القوات يوم
(15نيسان)بعد (6 ايام )من سقوط العاصمة !!!الملفت للنظر ان مدينة (ام قصر )البصرية بقيت صامدة
ومقاومة في حين العاصمة بغداد بيد الامريكان !!!وان مدينة العمارة سقطت في (9نيسان)!!!!!! أما
مدن الرمادي والموصل فقد استسلمت للأمريكان دون مقاومة تذكر بل ان الفيالق وقادتها في شمال
بغداد سلموا انفسهم .الحمد لله لم يكن ضمن قادة بغداد قائد عسكري أسمه(عبد الحسين او عبد
الزهرة) حتى يتحمل مسؤولية سقوط بغداد سنة ( 2003ميلادية) مثل ما القوا مسؤولية سقوط بغداد
على يد هولاكو سنة(1258ميلادية)على (مؤيد الدين بن العلقمي وزير الخليفة العباسي المستعصم
بالله بمعاونة نصير الدين الطوسي )ولو كانوا هؤلاء من (السنة) لسجلت الجريمة ضد مجهول .. يكفي
ان نقول ان اتباع صدام هم من سلموا صدام والعراق الى الامريكان وليس اعداء النظام . و من اجل
التهرب من المسؤولية التاريخية لسقوط بغداد بفعل رعونة النظام وقادته القى الاعلام البعثي
مسؤولية احتلال العراق من قبل الامريكان على عاتق الشيعة وكأنهم هم الذين فتحوا الابواب
للأمريكان والتحالف الدولي,, وكأنما هذا التحالف الدولي هب لنجدة الشيعة في العراق وانقاذهم من
ظلم واضطهاد نظام صدام لكن سياسات صدام الطائشة وحروبه العبثية هي من جلبت الاحتلال
ودمرت البلاد . ان التاريخ يعيد نفسه عندما حملوا الشيعة مسؤولية سقوط بغداد على يد هولاكو
...فلينظر ويتأمل القارئ اللبيب ما حصل سنة(1258م )وسنة( 1914م)وسنة(1920م)وسنة(2003م)
فما اشبهه اليوم بالبارحة فهذه القرائن وبالرغم من تباينها الزمني تأبه الا ان تتم مصداقيتها ولكي
يحاسب التاريخ ويوضع في قفص الاتهام ويشار اليه بأصبع الاتهام من اجل مراجعة كل بطونه لتتضح
لنا حقائق التاريخ بلغة الارقام .
تعليقات