الشاعر جمال الهيتي - العراق - اليها
أليها
جمال داود الهيتي
أَنتْ لفرقَتِكِ القُلوبُ فأصبَحت
بَعدَ السَعادةِ والهنا َتتَضَرَمُ
وَغَدَتْ رَوابينا صَحارى حينما
جَفَتْ يَنابيعٌ وَكادتْ تُردَمُ
والأهُ أَضحتْ سَرمَدا في صُبحِها
والليلُ أَدركهُا فَكانَ الأدهَمُ
من نوركِ الوضاءُ شَعشَعَ خافقي
أَنتِ الصَباحُ مُجاهِراً يَتَكَلَمُ
فَسَوادُ عَيشي باتَ يَسرِقُ لونهُ
من بحرِعينيكي فغطتْ أَنجُمُ
وبَريقُ وَجهَكِ آسرٌ في سحرهِ
فيهِ النَقاءُ معاوذٌ وتَمائِمُ
ما لُمتُ خَيلي حينَ ضَجَ صهيلُها
يا للسجايا فيضها يَتَزاحَمُ
فالقامُ نَخلٌ باسِقٌ في روضهِ
والصَوتُ هَمسٌ للملائِكِ يُغرِمُ
والشِعرُ هَفهافٌ يُضاحِكُ جيدَها
فتغاضُ منه كواعبٌ تَتَبَرَمُ
والحاجبانِ سُيُوفُ هِندٍ جُردتْ
وَتَقاطعتْ فَوقَ الجَبينِ تُسَلِمُ
أنفاسكِ عِطرٌ يَفوحُ فَتَنتَشي
أوجاعُ روحي إذ سَقاها البَلسَمُ
والثَغرُ خَمرٌ قَد أُحلَّ حرامهُ
طيبُ الأقاحي في الروابي تَبَسِمُ
غِريدةٌ تحكي البَلابِلُ لحنَها
لأريجها حتى الزَنابق تُلثمُ
منيتُ عُمري مُنيةٌ عَليّ بها
حلمي يكونُ حَقيقةً تتنعمُ
لا باركَ الأيامُ بل أزهو بها
طوبى لوَعدٍ فيهِ كنا نحلمُ
تعليقات